أزمة المحروقات إلى مزيد من التّعقيد وتنكة البنزين إلى 300 ألف
نزيه نجم لـ "أحوال": يبدو أن قرار رفع الدّعم نهائيّا قد اتّخذ
يبدو أن لا حلول جذرية تلوح في أفق أزمة المحروقات، وسط استنزاف مخزون شركات استيراد النفّط وشَحّ التّسليم لمحطات المحروقات، رغم قرار حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسّان دياب، باستيراد المحروقات وفق سعر صرف للدّولار يتجاوز سعر صرفه الرّسمي، بأكثر من الضّعف، وذلك في محاولة لمواجهة أزمة الوقود في البلاد.
لم يكن لهذا القرار وقعاً إيجابياً على الشّعب اللّبناني، بل كان إبرة مورفين أُعطيت لهم تمهيداً لزّف خبر رفع الدعم نهائيّاً. فهل تتجة الأزمة إلى مزيد من التّعقيد؟
قرار سياسي
يوضح رئيس لجنة الأشغال والطّاقة النّائب نزيه نجم، أنّ قصّة احتساب الدّولار المدعوم المخصّص للمحروقات، والذي انتقل من 1515 ليرة إلى 3900 ليرة، بلا جدوى. فالأزمة تزداد تعقيداً ولا حلول تلوح في الأفق، ويبدو أن هناك قراراً سياسياً اتخذ لرفع الدّعم نهائيّاً.
ويضيف، لا يجوز أن تبقى القرارت ضبابيّة بعد اليوم، وعلى الدّولة تحسم قرارها، وأن تضع خطة لترشيد الدّعم وتسهيل إصدار البطاقة التمويليّة، وتأمين مصادر تمويلها.
ويتابع، ليس لدينا حلاً إلّا بتشكيل حكومة جديدة ترضي المجتمع الدّولي، والدّول الشّقيقية لكي يصار إلى مساعدة لبنان.
ويضيف نجم، يجب أن يُسأل رئيس الجمهورية ووزيري الطّاقة والمال وحاكم مصرف لبنان، أين نحن من أزمة الوقود، بعد قرار تمويل الواردات بسعر صرف 3900 ليرة، وبعد إصدار جدول الأسعار الجديد؟
ويتابع، ما يجري معيب ومخجل، نحن ذاهبون إلى الأسوء ولا شيء يبشر بالحلّ. لبنان يتخبط بأزماته، واذا استمر الوضع على هذا المنوال فنحن ذاهبون إلى الانهيار لا محال.
إعادة السيناريو
بدوره، يؤكد البرفسور بيار الخوري، أنّ هناك مشكلة في الأفق المنظور بموضوع المشتقات النّفطية، وأساس المشكلة أننا أمام حلول جزئية قائمة على سياسة التّقنين، ويوم بعد يوم سيزيد التقنين ليخدم مصالح العاملين في السّوق السّوداء وسوق التّهريب.
ويتابع، اليوم تعمل المحطات بربع طاقتها، وما يزيد بشاعة المشهد طوابير الذل اليوميّة، التي أصبحت جزءاً من يوميّات اللّبناني أمام المحطّات.
ويضيف، لا يخفى على أحد أن مخزون الباخرتين الراسيتين قبالة الشاطىء عند تفريغهما، سيُباع جزءاً منه للشّركات المستوردة، فيما سيتمّ تهريب و تخزين الجزء الآخر. كما وأنّ الكميّة المباعة للشّركات أيضاً قد يتمّ تخزين جزء منها أو بيعها للسّوق السّوداء عبر موظّفي المحطّات.
ويردف، اليوم في حال تم رفع الدّعم نهائيّاً عن المحروقات، فإننا ذاهبون باتجاه كارثة اجتماعيّة، وإذا بقي الحال على ما هو عليه فأيضاً نحن باتجاه كارثة عجز في الاستيراد حتى لو استخدمت كل أموال المودعين.
ويشير إلى أنّ الحلّ الأمثل يكون بالذّهاب إلى فكرة تمويل المحتاج، وهذا يكلّفنا 20%ممّا ندفعه على المحروقات اليوم؛ ولكن في المقابل يكون كل شخص بحاجة للدّعم قد حصل عليه، ضمن شبكة أمان اجتماعي تشمل الغذاء والدّواء والصّحة والمحروقات.
ويتابع، اليوم تحت حجة الدّعم تعمل المافيات وأصحاب المصالح الخاصّة، وتحقق أرباحاً مليونيّة على حساب الشّعب .
ويختم، نعم نحن ذاهبون باتجاه رفع كلي للدّعم بحسب المعطيات والأموال المتوفرة لتمويل الدّعم، وفي حال تمّ رفع الدعم سيصل سعر تنكة البنزين إلى 300 ألف ليرة بعد إلغاء منصة الـ 12 ألف التي كان سيحتسب السعر على أساسها.
تفريغ الباخرتين اليوم؟
يلفت عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن مصرف لبنان حتى السّاعة لم يعط الموافقات المطلوبة للاعتمادات الماليّة المخصّصة للباخرتين الموجدتين في المياه الإقليمية والراسية على الشّاطىء، والتي تموّن نحو 400 محطة من مادة البنزين، وبالتالي لن يتم إفراغ حمولتهما قبل ذلك.
ويضيف، كان من المفترض أن تقوم بذلك قبل يوم الاثنين الماضي، مما يزيد من تعقيد الأزمة ونقص المخزون الموجود حالياً لدى الشركات المستوردة. ويتوقع أن تبدأ الباخرتين بالتفريغ يوم الخميس وفقا” للمعلومات التي وردته.
ويتابع، لا حلّ للأزمة إلّا بعد إعطاء اعتمادات كافية ومتواصلة من مصرف لبنان ولجميع الشركات معاً، وهذا الأمر لم يحصل حتى مع تخفيض الدّعم.
ويقول، مصرف لبنان تعهد بتأمين المحروقات خلال فترة الثّلاثة أشهر في الموسم الّسّياحي لتشجيع المغتربين على المجيىء إلى لبنان، فعليه أن يقوم بذلك، وإن لم يتّخذ قراراً حاسماً بهذا الخصوص سيبقى مخزون شركات الاستيراد يستنزف في كل مرة وسنبقى ندور بالدّوامة نفسها.
ويشدد البراكس على دور الدّولة في ضبط عمليّة توزيع المحروقات وضمان وصولها إلى جميع المحطّات في كافة المناطق اللّبنانيّة، لأنّ عمليّة التّهريب تلعب دوراً بارزاً في استمرار الأزمة وتفاقمها.
ودعا أصحاب المحطّات والمواطنين إلى التّروي والعقلانية، وأن لا يكونوا في مواجهة بعضهم البعض، فهم ضحايا قرارت سياسيّة خاطئة، مناشداً الدّولة اللّبنانيّة حسم قرارها برفع الدّعم أو عدمه، رأفةً بالشّعب الذي يعاني الأمرّين، ويقضي نصف نهاره على محطات البنزين، لأن من واجبها إعادته إلى عائلته وعمله، وإيقاف عيشه في الشّوارع.
ناديا الحلاق